Page 99 - web
P. 99
438 الهجـوم على مجتمعاتنـا ،كمـا أن الحـروب المسـتمرة دفاعاتنـا. الإرهـاب ،مثـل :القياسـات الحيويـة ،تقنيـة التعـرف
عبر العديـد مـن الـدول ضـد الإرهـاب والجريمـة الثالـث :أشـار إلى أن بعـض الهجمـات الإرهابيـة لا على الوجـه ،مسـح قزحيـة العين ،إضافـة إلى تقنيـات
والمخدرات والفقر وما إلى ذلك ،أدت إلى ظهور ثقافة يمكن منعها ،طالما أننا غير مستعدين لنشر وتطبيق التعـرف على الصـوت ،أو حركـة الجسـد ،والماسـحات
الخـوف وتوطينهـا في حياتنـا اليوميـة ،وهـي ثقافـة الكثري مـن الأجهـزة والتقنيـات التكنولوجيـة ،التـي الضوئيـة للكشـف عـن المعـادن والمتفجـرات،
يمكـن أن تغري ليـس فقـط مدننـا والطريقـة التـي تبـدو يجب أن تستخدم في مكافحة الإرهاب ،خاصة وأنها وتقنيـات المراقبـة ،التـي تشـمل الدوائـر التلفزيونيـة
عليهـا وتعمـل مـن خلالهـا ،ولكنهـا تغري المجتمعـات باهظـة الثمـن ،وارتفـاع تكاليـف الاعتمـاد عليهـا يفـوق التقليديـة والذكيـة ،وتقنيـات الواقـع المعـزز ،وأخر ًيا
القـدرات الماليـة لبعـض الـدول ،كمـا أن بعـض هـذه تقنيـات جمـع المعلومـات وإنشـاء قواعـد للبيانـات
ككل . التقنيـات غري موثـوق فيهـا بنسـبة 100%في بعـض واسـتخراجها عبر الأدوات التكنولوجيـة الحديثـة.
وتنـاول هـذا الجـزء أي ًضـا ،مقاربـة حمايـة البنيـة ويختتـم المؤلـف هـذا الجـزء بفصـل ختامـي يقـدم مـن
التحتيـة الحيويـة (الحرجـة) ،وهـي مقاربـة لا تركـز المواقـف.
على مجرد الوصف التقني ،ولكن وضعت في الاعتبار ويشري المؤلـف في افتتاحيـة الجـزء الثالـث مـن كتابـه، خلالـه ثلاثـة تحفظـات أساسـية هـي؛
السـؤال المهـم الـذي مـؤداه :إلى أيـن يقودنـا كل هـذا؟ إلى أنـه مـن الواضـح أن تطبيـق الحلـول التكنولوجيـة الأول :أنـه يزعـم بـأن الاسـتفادة مـن التقنيـات
ولا يشـمل هـذا سـعينا إلى المزيـد مـن الأمـان بالإضافـة لمكافحـة آفـة الإرهـاب ،قـد لا تكـون بالضـرورة التكنولوجيـة المتاحـة في مكافحـة الإرهـاب كان بطي ًئـا
إلى عواقـب تبنـي التقنيـات المختلفـة ،لكـن أي ًضـا، «الرصاصـة الفضيـة» التـي توقعهـا الخبراء ،حيـث إلى حـد مـا ،ويفتقـد للتعـاون والعمـل الدوليين
والأهـم مـن ذلـك ،الأسـئلة الأكبر التـي ترتبـط بتأثريات تتضمـن هـذه الحلـول الكثري مـن الثغـرات ونقـاط
«إنترنـت الأشـياء» ( )Internet of Thingsعلى الضعـف ،والتـي يمكـن للإرهابيين أن يخترقوهـا ا لمنا سـبين .
مجتمعاتنـا ،والـذي يمكـن أن ينتـج عواقـب مقصـودة وينفـذوا منهـا ،كمـا أنـه مـن الممكـن للإرهابيين الثـاني :الزعـم بـأن جميـع الإجـراءات الأمنيـة لا تقضي
وغري مقصـودة ،والعواقـب التـي «نحـن» كأهـداف المخضرمين وذوي الخبرة استخدام هذه التقنيات في تما ًمـا على التهديـدات التـي يشـكلها الإرهابيـون،
لا ندركهـا بالضـرورة عنـد اسـتخدام تقنيـة جديـدة، بـل إنهـا تقـوم بإزاحتهـم إلى مناطـق خـارج حـدود
والتـي يمكـن آلا تكـون مفيـدة لنـا ككل.
ويؤكـد المؤلـف أنـه لا مفـر مـن المقاربـة النقديـة لمكافحـة
الإرهـاب ،خاصـة وأنـه بالرغـم مـن التوسـع في نشـر
تقنيات مكافحة الإرهاب في عدد من الدول الأوروبية
عـام ،2019إلا أن تفشي وبـاء كورونـا ،لـم يوقـف
الإرهـاب ،كمـا تجسـد ذلـك في الهجمـات الإرهابيـة في
«نيـس» أكتوبـر ،2020و«فيينـا» نوفمبر .2020
وأخر ًيا ،يعتبر هـذا الكتـاب أداة مفيـدة للغايـة لـكل
مـن الأكاديميين والخبراء في دراسـات الإرهـاب،
للحصـول على نظـرة عامـة حـول كيفيـة تغري عالمنـا
الاجتماعـي ،مـن خلال التعايـش مـع المجتمعـات
المفتوحـة ،والتهديـدات الإرهابيـة ،وآليـات المراقبـة/
الأمـن ،والعديـد مـن جوانـب التحـول الرقمـي ،إن
التقنيـات التكنولوجيـة لمكافحـة الإرهـاب تخطـو نحـو
عصر انتقالي مثير للاهتمام ،قد يكون في يوم ما أكثر
منطقيـة ووضو ًحـا للأجيـال القادمـة ،ممـا هـو عليـه
الآن بالنسـبة لنـا ،ومـع ذلـك يمكـن أن تسـاعدنا مثـل
هـذه الكتابـات والمحـاولات البحثيـة في رؤيـة تحديـات
وخصائـص عصرنـا بعيـون جديـدة ،وذلـك مـن خلال
مقاربـات التحليـل النقـدي.
99